تعود أقدم النّصوص إلى القرن 3 هـ/9 م
وتمتدّ إلى غاية القرن العشرين
أُلّفت هذه النّصوص باللّغة العربيّة كلغة المعرفة والعلم منذ انتشار الحضارة العربيّة الاسلاميّة من طرف فلاسفة وعلماء وفقهاء وموسيقييّن من جميع أرجاء الأراضي التي كانت تحت سيطرة خلفاء وأمراء وولّاة عرب وغير عرب، ضمن مرجعيّة دينيّة إسلاميّة. ومن ميزة هذه المصادر أنّها قد أدمجت ضمن اللّغة العربيّة ثقافات محلّيّة مختلفة، منها الفارسي والأرامي والعبري والبيزنطي واللّاتيني مع مختلف العقائد والإتّجاهات الفكريّة والدّينيّة، سنّيّة كانت أو شيعيّة أو يهوديّة أو نصرانيّة أو معتزليّة أو صوفيّة. وبذلك، من طبيعة هذه النّصوص أن تنظر في جميع المجالات الموسيقيّة : الشّعر، الإيقاع، الآلات الموسيقيّة، النّظريّات، التّلحين، إلخ.، وأن تكون مرتبطة بمختلف المعارف والإنتاجات الفكريّة الانسانيّة : الأدب، الفلسفة، العلوم الرّياضيّة والطّبيعيّة، الفقه، إلى غير ذلك.
وعلى إثر الاهتمام الغربي بالنّصوص العربيّة الموسيقيّة خلال القرن السابع عشر والثامن عشر، تمّ الشّروع في فهرسة ودراسة المخطوطات العربيّة حول الموسيقى منذ القرن التّاسع عشر ونذكر بصفة خاصّة ما قام به كسيفيتر (Georg Raphael Kiesewetter) ضمن كتابه حول « موسيقى العرب من المصادر » (Die Musik der Araber nach Originalquellen dargeslellt) ثمّ خلال القرن العشرين، من خلال أعمال هنري جورج فارمر، ثمّ آمنون شلواح وإيكهارد نيباور.
ويرصد الفهرسان اللّذان قام بإعدادهما آمنون شلواح ضمن مجموعة الفهرس العالمي للمصادر الموسيقيّة 185+341 نصّا تتفرّق على أكثر من 2400 مخطوطة، ويعتمد في ذلك على فهارس مكتبات أوروبا وتركيا والولايات المتّحدة الأمريكيّة (الجزء الأوّل) وعدد من المكتبات العربيّة والعالميّة (الجزء الثّاني). هذا إضافة إلى بعض الفهارس التي قام أسامة ناصر النقشبندي بإحداثها في العراق خلال الثمانينات والتي تحتاج إلى مراجعة.
ومن الضّروري مواصلة هذا العمل اليوم، على مدى طويل، وذلك على أربعة مستويات :
1. المرور من الفهارس الورقيّة إلى فهرس رقميّ موحّد
2. مراجعة البيانات وتحيينها بصفة متواصلة
(أنظر قائمة المراجع)
3. متابعة إدراج المخطوطات التي لم يتمّ إدراجها، خاصّة المخطوطات المتواجدة في بلدان لم يتمّ التعرّض إليها
4. مواصلة تحقيق النّصوص.
ولهذا الغرض، تمّ إحداث
موقع المصادر العربيّة للموسيقى
منذ سنة 2000، وهو يتواصل اليوم في نسخته الرّابعة باستعمال أحدث التقنيّات، ويستمدّ آليّاته من آخر التّطوّرات في مجال الإنسانيّات الرقميّة.