سمّي هذا النّصّ أيضا "كتاب الجموع في علم الموسيقى والطّبوع"
تحتوي على مقدّمة ثمّ منظومة الونشريشي والإمام الوجدي
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَّا وَمَوْلَانَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ.
أَوْتَارُ العُودِ الْأَرْبَعَةِ هِيَ: الْبَمُّ وَالْمَثْلَثُ وَالْمَثْنَى وَالزِّيرُ، وَتَجْتَمِعُ هَاتِهِ الْأَوْتَارُ عِنْدَ أَنْفِ الْعُودِ هِيَ أَقْسَامُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَ الْأَوْتَارِ لِقُرْبِ تِلْكَ الْأَقْسَامِ مِنَ الْكَفِّ. وَجَرَتِ الْعَادَةُ أَنْ يُسَمُّوا أَثْقَلَ الذِّي بِالْكُلِّ السجاح وَأَحَدَهَا الصّياح، وَقَدْ يُسَمَّوْنَ بِهَذَيْنِ الْإِسْمَيْنِ أَطْرَافَ الذِّي بِالْخُمُسِ وَالذِّي بِالْأَرْبِعِ.
وَمُطْلَقُ الْبَمِّ تُسَمَّى نَغْمَةُ ثَقِيلَةِ الْمَفْرُوضَاتِ وَسَبَّابَتُهُ ثَقِيلَةَ الرَّئِيسَاتِ، وَبِنْصُِرُهُ وَاسِطَةَ الرَّئِيسَاتِ، وَخِنْصِرُ الذِّي هُوَ مُطْلَقُ الْمَثْلَثِ حَادَّةَ الرَّئِيسَاتِ، وَسَبَّابَةُ الْمَثْلَثِ ثَقِيلَةَ الْأَوْسَاطِ، وَبِنْصِرُهُ وَاسِطَةُ الْأَوْسَاطِ، وَخِنْصِرُهُ الذِّي هُوَ مُطْلَقُ الْمَثْنَى حَادَّةَ الْأَوْسَاطِ، وَسَبَّابَةُ الْمَثْنَى الْوُسْطَى، وَبِنْصِرُهُ فَاصِلَةُ الْوُسْطَى،وَخِنْصِرُهُ الذِّي هُوَ مُطْلَقُ الزِّيرِ ثَقِيلَةَ الْمُنْفَصِلَاتِ ... فَوَاسْطَةٌ.
لِلرَّبَابِ وَتَرَانِ أَحَدُهُمَا وَهُوَ الرَّقِيقُ: الْمَايَه وَالثَّانِي: الرَّمَلُ وَهُوَ شيخ وشبابه المايه مَدْسُوسَه بِالْبِنْصِر، فَإِذَا دُسْتَ بِالْوُسْطَى وَافَقْتَ دَسَّهَا بِالْبِنْصِرِ فِي الْعُودِ، وَسَبَّابَتُهَا فِي الرَّبَابِ كَسَبَّابَتِهَا فِي الْعُودِ، وَالْفَارِغُ كَالْفَارِغِ ، وَالْبِنْصِرُ فِي الرَّمَلِ يُشَاكِلُ الذِّيل فِي الْعُودِ مِنْ شِيخ وشباب. وَالْوُسْطَى فِي الرَّمَلِ كَسَبَّابَةِ الْحسِين فِي الْعُودِ [ وَالسَّبَّابَةُ فِي الْعُودِ الرَّمَلِ أَيْضًا لِفَارِغِ الْحسِين فِي الْعُودِ ].
يَقُولُ ذُو التَّقْصِيرِ فَاسِيُّ اللَّقَبِ *** بِعَابِدِ الرَّحْمَانِ يُدْعَى الْمُذْنِبِ
نَحْمَدُ مَنْ مَنَّ عَلَى الْأَنَامِ *** بِعِلْمِ مَا أَودَعَ مِنَ الْأَحْكَامِ
مُخَصِّصُ الْبَعْضِ بِمَعْنَى صَالِحِ *** فِي الطَّبْعِ وَاللِّسَانِ وَالْجَوَارِحِ
نَحْمَدُهُ جَلَّ عَلَى مَا عَلَّمَا *** مِنْ عِلْمِ فَنِّ السَّالِفِينَ الْقُدَمَا
ثُمَّ صَلَاتُهُ بِغَيْرِ آخِرِ *** عَلَى الرَّسُولِ الْهَاشِمِيِّ الطَّاهِرِ
وَآلِهِ وَصَحْبِهِ مَعَادِنُ *** الْعِلْمِ وَالْحِكْمَةِ وَالْمَحَاسِنِ
وَهَاكَ نَظْمًا عَادِمَ الْمُمَاثِلِ *** فِي عِلْمِ مُوسِيقَى بِغَيْرِ عَامِلِ
مَتْلُوَّةً بِالنَّغَمِ الْمُفَرَّعَه *** مَقْسُومَةً عَلَى الطِّبَاعِ الْأَرْبَعَه
بَيِّنَةِ الخُرُوجِ وَالدُّخُولِ *** وَاضِحَةَ الْعَلَاءِ وَالسَّفِيلِ
وَأَسْأَلُ اللهَ بِهِ إِعَانَهُ *** تَزِيدُنِي عِلْمًا بِهِ سُبْحَانَهُ
عِلْمٌ بِهِ يُعْرَفُ أَحْوَالُ النَّغَمْ * * * وَمَا لَهَا مِنْ بُعْدٍ وَكَيْفٍ وَكَمْ
وَمَابِهِ أَحَاطَ نَقْرَتَانِ *** أَقَلُّهُ يَأْتِي مِنَ الزَّمَانِ
مَا لَيْسَ يُمْكِنْ وُقُوعُ مَا اِنْقَسَمْ *** بِهِ فَذَا زَمَانُ الْإِيقَاعِ فَسَمْ
مِنْهُ مُوَصِّلٌ وَذَا قِسْمَانِ *** الْمُتَسَاوِي مِنْهُ فِي الْأَزْمَانِ
وَالْمُتَفَاضِلْ وَالأَولُ الْهَزَجْ *** [ مَا لَيْسَ يُمْكِنْ بِهِ حَيثُ خَرَجْ ]
مِنْ بَيْنِ كُلِّ نَقْرَتَيْنِ نَقْرَه *** وَذَا سَرِيعُ الْهَزج حَصِّلْ أَمْرَه
مُمَكِّن النَّقْرَة سَم بِخَفِيفِ *** الْهَزْجِ وَهوَ فِي نِدَائِهِ لَطِيف
فَإِنْ يَكُ الْإِمْكَانُ بِإثْنَيْنِ يَجِىء *** يُسمَّى خَفِيفًا لِثَقِيلِ الْهَزَجِ
مُمكِّن الثّلَاثِ سَمِّ بِالثَّقِيلْ *** وَذَا وَالْأَول لَدَيْهِمُ قَلِيلْ
وَالْمُتَفَاضِلُ وَذَا مُوَصِّلَا *** أَوْ الْمُفَصَّلُ اِتِّصَافًا جُعِلَا
لَيْسَ مُوَصِّلًا فِي الْإِنْتِقَالِ *** لِأجْلِ سُوءِ الْائْتِلَافِ التَّالِي
ثُمَّ الْمُفَصَّلُ الذِّي تَنْفَصِلُ *** مِنْ بَعْضِهِنْ بِزَمَانٍ أَطْوَلُ
مِنْ كُلِّ مَا يَقَعُ فِي الْمُتْتَالِيَّه *** أَزْمَانُهُ وَذَا الزَّمَانُ الْفَاصِلَه
ثُمَّ الْمُفَصَّلُ لَهُ قِسْمَانِ *** فَالْمُتَسَاوِي مِنْهُ فِي الْأَزْمَانِ
مَا يَتَوَالَى نَقْرَتَانِ مَرَّتَيْنِ *** فِيهِ وَذَا الْاوّلُ يُسْمى دُونَ مَين
وَمَا ثَلَاثًا فَثَلَاثًا ثَانِي *** كَذَا إِلَى الثَّامِنِ فِي الثَّمَانِ
ثُمَّ مِنَ الْأَوَّلِ مَا لَا يَنْقَسِمْ *** بِنَقْرَةٍ زَمَانُهْ فِي مَا عُلِمْ
وَذَا سَرِيعُهُ وَمَا يُمْكِنُ أَنْ *** تَاْتِي بِهِ النَّقْرَةُ بَيْنَ النَّقْرَتَيْنْ
وَهْوَ خَفِيفُهُ وَحَيْثُ نَقْرَتَانْ *** بَيْنَهُمَا أَمْكَنَتَا عِنْدَ الْبَيَانْ
فَهُوَ الْخَفِيفُ لِثَقِيلِهِ وَذَا *** وَمَا تَلَا فَقَطْ بِهِ قَدْ أَخَذَا
وَالْمُتَفَاضِلُ لَدَى الْأَزْمَانِ *** الْمُتَوَالِي وَسِوَاهُ اِثْنَانِ
وَالْمُتَوَالِي مِنْهُ مَا الْمُقَدّمُ *** مِنَ الزَّمَانَيْنِ لَدَيْهِ أَعْظَمُ
أَوْ أَصْغَرُ وَذَا بِهِ تَوَالَى *** ثَلَاثُ نَقْرَاتٍ وَلَنْ يَنَالَا
مَسَاغُ شَيْءٍ بَيْنَهُنْ وَكَذَا *** أَقْسَامُ مَا قُدِّمَ فِيهِ تُحْتَدَى
وَذُو الزَّمَانِ الْأَعْظَمِ الْمُقَدَّمِ *** كَذَاكَ فِي الْأَقْسَامِ وَ[ التَّوَسُّمِ]
وَالْكُلُّ يُنْسَبُ إِلَى النَّقْرَاتِ *** كَأَرْبَعٍ تُسَمَّى الرُّبَاعِيَّاتِ
وَلَيْسَ غَيْرُالْمُتَوَالِي يَاتِي *** إِلَّا بِمَا عَلَا الثُّلَاثِيَّاتِ
الطَيُّ وَالتَّضْعِيفُ وَالْمُشَاكَلَهْ *** وَالْإِعْتِمَادُ وَكَذَا الْمُخَالَفَه
وَالْحَدْرُ وَالْمَجَازُوَالتَّرْتِيلُ *** فَالطَيُّ فِي تَعْرِيفِهِ تَقُولُ
إِسْقَاطُ نَقْرَةٍ فَأَكْثَرْ لِدورْ *** وَعَكْسُهُ التَّضْعِيفُ [ فِي الزِّيرِ يَفُوز]
ثُمَّ الْمُشَاكَلَه أَنْ يُشَاكِلَا *** ثَانٍ مِنَ الْأَدْوَارِ دَوْرًا أَوَّلَا
عَكْسُ الْمُخَالَفَه الْإِعْتِمَادُ *** وَآخِرُ ثَانِ نَقْرَةٍ تُزَادُ
وَإِنْ تزِدْ وَاحِدَه بَيْنَهُمَا *** فَهوَ الْمَجَازُ الْحدر أَيْضًا عُلِمَا
بِأَنْ تُقَصِّرْ وَتُرَتِّلْ بِمَدْ ***أَزْمِنَةَ النَّغَمِ فِيهِ فَهوَ ضِدْ
وَهُوَ عَلَى الْجُمْلَةِ قِسْمَيْنِ اِنْقَسَمَ *** لِلْجَارِي مَجْرَى مَادَّةِ وَهِيَ النَّغَمْ
وَالثَّانِ مِنْهُ مَا جَرَى مَجْرَى الصُّوَرْ *** وَذَلِكَ التَّأْلِيفُ حَيْثُمَا اِسْتَقَرْ
تَنْقَسِمُ الأُولَى إِلَى أَجْزَاء *** تَفَاضَلَتْ فِي الفَلِّ وَالنَّمَاء
تَنْحَلُّ كُلُّهَا لَمَّا لَا يُمْكِنُ *** قِسْمَتُهُ إِذْ لَيْسَ ذَاكَ يَحْسُنُ
كَمِّيَّةُ النَّغَمْ أَحْوَالُ الثِّقَلْ *** لَهَا أَوْ الْحِدَّةُ أَيُّهَا حَصَلْ
وَمَا مِنَ الصَّفَاءِ وَالْكُدُورَه ***لَهَا فَكَيْفِيَّاتُهَا الْمَذْكُورَه
مَجْمُوعُ كُلِّ نَغْمَتَيْنِ يَخْتَلِفْ *** كِلَاهُمَا كِمِّيَّهُ بُعْدٍ وُصِفْ
مَا وَافَقَتْ نِسْبَةُ إِحْدَى النَّغْمَتَيْنْ *** فِيهِ لِأُخْتِهَا اِنْتِسَاب عَدَدَيْنْ
مُتَّفِقٌ أَوْ نِسْبَةُ الضِّلْعِ إِلَى *** قُطْرِ الْمُرَبَّعِ توَافُق قَلَّا
فَأَكْبَرُ الْأَعْدَادِ نَاسَبَ الثِّقَلْ *** مِن نَغَمْ وَلِأَحَدِّهَا الْأَقَلْ
ثَلَاثَةُ الْأَعْدَادِ مِثْلُ نِسْبَةِ *** عَدَدَي الْبُعْدِ التِّي تَوَالَتِ
خُذْهَا وَمَرَّتَيْنِ إِِنْ تُضَعِّفِ *** أَرْبَعَةٌ فَخُذْهَا كَذَا اِقْتَفِ
وَإِنْ تُنَصِّفْ عَدَدَي نَغَمَاتِ *** خُذْ ضِعْفَ كُلٍّ مِنْهُمَا تُوَاتِي
وَزِدْ عَلَى ضِعْفِ أَقَلِّ الْعَدَدَيْنْ *** نِصْفًا مِنَ الْفُضْلَةِ مِنْ مُجْتَمِعَيْنْ
أَوْ زِلْهُ مِنْ ضِعْفِ الْكَثِيرِ تُعْطَى *** عَدَدْ نَغْمَةٍ عَنَيْتُ الْوُسْطَى
أَقَلُّ أَعْدَادٍ ثَلَاثَةٌ تُحِيطُ *** بِنِسْبَتَيْ بُعْدَيْنْ حَيْثُمَا تُنِيطُ
فَنِسْبَةُ الْأَوَّلِ مِنْهُمَا إِلَى *** مَا بَعْدَهُ نِسْبَةُ مَا قَدْ ثَقُلَا
مِنْ نَغْمَتَيْ بُعْدٍ مُرَكَّبٍ مِنَا *** بُعْدَيْنِ مَفْرُوضَيْنِ لِلثَّانِي اِقْتَفَى
مِنْ عَدَدَيْ بُعْدٍ فَنَصِّفْ كُلَّا *** بِعَدَدِ الْمَرَّاتِ كَيْفَ تُجْلًى
وَزِدْ مِنَ الْفُضْلَةِ وَاحِدًا عَلَى *** عَدَدْ إِحْدَى نَغْمَتَيْ بُعْدٍ جَلَا
وَزِدْ عَلَيْهِ اِثْنَيْنِ فَالثَّلَاثَه *** وَهَكَذَا وَاِحْرِصْ وَكُنْ بَحَّاثَه
حَتَّى يُسَاوِي مَا يُزَادُ الْفُضْلَه *** فَالْحَاصِلُ النِّسْبَةُ شَدْ وَصْلَه
ثَلَاثَةُ الْأَعْدَادِ خُذْهَا أَولَا *** مِنْهُنَّ عِنْدَ الثَّانِ كَائِنًا عَلَى
نِسْبَةُ عَدِّ بُعْدِكَ الْمَفْصُولِ *** كَأَوَّلٍ مَعْ ثَالِثِ الْمَفْصُولِ
مَا نِسْبَةُ الْإِِثْنَيْنِ فِيهِ لِلْأَحَدْ *** ذُو الْكُلْ كَالْأَثْقَلِ مِنْهُ لِلْأَحَدْ
وَنَغْمَتَا ضِعْفِ الذِّي بِالْكُلِّ *** كَأَرْبَعٍ لِوَاحِدٍ فِي الْمِثْلِ
ثُمَّ الذِّي بِالْخَمْسِ كَالثَّلَاثَه *** وَاِثْنَيْنِ ثُمَّ تِلْكَ وَالْأَرْبَعَه
ذُو أَرْبَعٍ وَمَا بِكُلٍّ وَبِخَمْسْ *** مِثْلُ الثَّلَاثَه وَوَاحِدٌ يُحَسْ
وَمَا يُرَى بِأَرْبَعٍ وَكُلٍّ *** نِسْبَةُ مِثْلَيْنِ وَثُلُثَيْ مِثْلِ
أَضْعَفُهَا هَذَا وَبَعْضُهُمْ نَفَى *** أَكْمَلُهَا الْكُلُّ وَمَا تَضَاعَفَا
وَسَمِّ بالصَّغِيرِ كُلَّ بُعْدٍ *** نِسْبَةُ أَثْقَلِهِ لِلْأَحَدِّ
أَصْغَرُ مِنْ نِسْبَةِ ذِي الْأَرْبَعِ إِنْ *** نُصِّفَ مَا مَضَى مِنْ أَبْعَادٍ بَيِّنْ
أَوْ فُصِلَتْ أَوْ قُسِمَتْ وَتُسْمَى *** هَذِهِ اللَّحِنِيَّه لَهُمْ وَلَمَّا
كَانَتْ أَقَلّ نِسْبَة مِنَ الذِّي *** بِأَرْبَعٍ مِنْ غَيْرِه لَمْ تُؤْخَذِ
أَحَد أَبْعَادِهِ لَيْسَ أَعْضَمَا *** مِنْ بَاقِيَيْ بُعْدٍ مَعًا فَلْتَعْلَمَا
عَنَيْتُ فِي النِّسْبَةِ ذَا الْجِنْسِ الْقَوِي *** وَهُوَ عَلَى قِسْمَيْنِ أَيْضًا يَحْتَوِي
مَا كُلُّ قِسْمَيْنِ لَدَيْهِ اِخْتَلَفَا *** وَضِدُّهُ تَشَابَهَا وَائتَلَفَا
وَحدهُ بِضِدِّ مَا تَقَدَّمَا *** إِذْ أَحَدُ الْأَبْعَادِ فِيهِ عَظُمَا
وَأَعْظَمُ الْأَبْعَادِ إِنْ يَكُنْ طَرَفْ *** فَلَيِّنًا مُنْتَظِمًا ذَا يُعْتَرَفْ
إِنْ وَسَطًا فَغَيْرُهُ وَالْمُنْتَظِمْ *** أَعْظَم الْأَصْغَرَيْنْ وَسَطًا إِنْ عُلِمْ
فَالْمُتَتَالِي أَوْ يَكُونُ طَرَفًا *** فَذَاكَ غَيْرُ الْمُتَتَالِي عُرِفَا
عِلْمُ مُقَاوَمَةِ مَا يَهِيجُ *** بِالنَّغَمِ التِّي لَهَا تَمْزِيجُ
وَهِيَ مِنَ الْفَمِ أَوِ الْآلَاتِ *** مِنْ وَتَرِيَّاتٍ وَشِعْرِيَّاتِ
وَذَا أَشَدُّ لَذَّةَ لَو ذُقْتَهُ *** يُمَازِجُ صَفَا رِقَّتَهُ
وَأَلْحَقُوا بِهِ مِنَ الْأَوَّلِ مَا *** صَدَرْ مِنْ نِسَا بَلَغْنَ الْحُلُمَا
وَبَعْضُهُمْ فَضَّلَ حَيْثُ اِتَّسَعَتْ *** آلَةٌ أَوْتَارٌ لَهَا قَدْ غَلَظَتْ
أَوْ قُلِبَتْ صَوتُ النِّسَاءِ فُضِّلَا *** بَالِغَ غَايَةٍ وَحَيْثُ لَا جَلَا
وَالزِّيرُ فِي طَبِيعَةِ الصَّفْرَاءِ *** وَالْبَمُّ فِي طَبِيعَةِ السَّوْدَاءِ
وَهَكَذَا الْمَثْنَى لِطَبْعِ الْبَلْغَمِ *** وَبَعْدَهُ الْمَثْلَثُ مِنْ طَبْعِ الدَّمِ
عِلْمٌ بِأَنْوَاعٍ مِنَ الْمَلْحُونِ *** وَرَدُّهَا لِضَابِطٍ مَوْزُونْ
لَهُ مِنَ الْأَوْزَانِ خَمْسَةْ عَشَرْ *** عَلَى الذِّي كَثُرْ مِنْهُ وَاِشْتَهَرْ
أَوَّلُهَ الشَّرْقِي الْكَبِيرُ وَالثَّانْ *** شَرْقِي صَغِيرٌ بِاِخْتِلََافِ الْأَوْزَانْ
وَالثَّالِثُ الشَّرْقِي الذِّي قَدْ طُرِزَا *** مِنْ وَزْنِ ذَاكَ بِالْعْرُوبِي بَرَزَا
وَالرَّابِعُ الشَّرْقِي الصَّغِيرُ صَاحِبُ *** التَّاءِ زَايدٌ يُنَاسِبُ
وَالْخَامِسُ الْعَوَّادُ وَالْمَرْشُوقُ *** ثُمَّ الْمزوجُ الذِّي يَلِيقُ
وَبَعْدَهُ الْبَهْلُولُ وَالْمسْنَاوِ *** وَبَعْدَهُ الْقَفْرُ كَذَا الْعَذْرَاوِي
وَبَعْدَهُ الْحُورشَه الْعشَّارِ *** ثُمَّ الْعرُوبِي وَالْقَصِيدُ الْجَارِ
وَتُنْسَبُ الطُّبُوعُ لِلطِّبَاعِ *** تَحُسُّهُنَّ عِنْدَ الْاِسْتِمَاعِ
فَالذَّيْلُ مَعَ فُرُوعِهِ لِلسُّودَا *** وَمَايَةُ الْهَوَاءِ لَا تُعْدَى
كَذَلِكَ الْمَزْمُومُ طَيْعُ النَّارِ *** وَضِدهُ الزَّيْدَانُ مَاءٌ جَارِ
لَكِنَّهَا الْغَرِيبَةُ الْمُحَرَّرَه *** أَصْلٌ بِلَا فَرْعٍ مِزَاجٌ مُشْعِرَه
اِبْدَا بِرَصْدِ الذِّيلِ ثُمَّ رَمْلِ *** الذِّيلِ كُلٌّ مِنْ فُرُوعِ الذَّيْلِ
وَهَكَذَا اِسْتِهْلَالُهُ وَالْمَشْرِقِي *** مَعَ الْعِرَاقَيْنِ كَذَاكَ حَقِّقِ
الرَّصْدُ وَالْحُسَيْنُ رَمْلُ الْمَايَه *** ثُمَّ اِنْقِلَابُ الرَّمْلِ وَهْو الْغَايَه
مَزْمُومُهَا أَيْضًا لَهُ فَرْعَانِ *** غَرِيبَةُ الْحُسَيْنِ مع حَمْدَانِ
فُرُوعُهُ الْحِجَازُ وَالْحِجَازِي *** مَعَ الْحصَارِ الْمَوْقِفِ الْمُجْتَازِ
كَذَاكَ الْاصْبَهَانُ وَالْعُشَّاقُ *** فَهَكَذَا رَتَّبَهَا الْحُذَّاقُ
الذَّيْلُ وَالْمَايَه وَالْمَزْمُومُ *** وَهَكَذَا رَابِعُهَاالْمَعْلُومُ
فَبَعْضُهَا يَبْعُدُ أَنْ يُوَصِّلَا *** لِلْبَعْضِ إِلَّا إِنْ عَلَا أَوْ سَفُلَا
وَهُوَ الْحِجَازُ وَاِنْقِلَابُ الرَّمَلِ *** كَذَاكَ رَصْدُ وَرَمِلُ الذَّيْلِ
وَهُوَ الْاصْبَهَانُ فَالْحُسَيْنُ *** وَنَحْوُ هَاذِي لَيْسَ فِيهِ بَيْنُ
وَذَاكَ كَالرَّصْدَيْنِ وَالْعِرَاقِ *** لِبَعْضِهِ وَالذَّيلِ وَالْعُشَّاقِ
وَهَكَذَا الْمَزْمُومُ مَعْ فَرْعَيْهِ *** وَهَكَذَا الرَّمْلُ فِي نَوْعَيْهِ
وَهَاهُنَا قَدْ تَمَّ لِي بِحَمْدِ *** اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ قَصْدِي
فِي عَامِ سِتِّينَ وَأَلْفٍ قَدْ نُظِمْ *** وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى أَنْ قَدْ خُتِمْ
آخِرَ ذِي الْحَجَّةِ آخِرَ السَّنَه *** فَجَاءَ وِفْقَ الْمُبْتَغَى مَا أَحْسَنَه
فَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى مَا أَسْبَلَا *** مِنْ نِعَمٍ عَلَى الْوَرَى تَفَضَّلَا
وَصَلَوَاتُهُ تُبَارِي الْمِسْكَا *** مَعْ سَلَامِهِ الْأَرِيجِ الْأَذْكَى
عَلَى الْحَبَيبِ الْمُصْطَفَى الرَّسُولِ *** الطَّاهِرِ الْمُشَفّعِ الْمَقْبُولِ
وَالْآلِ وَالْأَصْحَابِ وَالْأَتْبَاعِ *** وَاَسْتَمِدُّ اللَّهَ فِي اِنْتِفَاعِ
اِنْتَهَى بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى وَحُسْنِ عَوْنِهِ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَعَبْدِهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ.
فهرست شلواح 2004: [22]
فهرست شلواح 1979: [59]