شاعر صوفي من أصل بربري عاش في مصر أثناء عصر المماليك. ولد بناحية دلاص (مصر) أصله مغربيّ ونشأ بالبصيرة (سوريا).
هو الإمام شرف الدّين محمّد بن سعيد بن حماد الصّنهاجي البوصيري، ولد سنة 608 ه في قرية دلاص ببني سويف المصريّة في أسرة ترجع أصولها إلى قبيلة صنهاجة إحدى أكبر القبائل البربريّة المنتشرة في شمال إفريقيا، انتقل البوصيري رفقة والده إلى القاهرة أين درس العلوم والأدب والبلاغة والعروض والقوافي، وحفظ آيات الذّكر الحكيم والسّيرة النّبويّة في رحاب مسجد عمرو بن العاص، تتلمذ البوصيري على يد إمام الصوفيّة بالإسكندريّة أبي العبّاس المرسي وجادت قريحته من بين أبناء زمانه بمدائحه النّبويّة التّي ذاعت شهرتها في الآفاق من أشهرها قصيدة الهمزيّة في المدائح النّبويّة المسمّاة بأم القرى والكواكب الدريّة في مدح خير البريّة البردة وعرفت أيضا بالميميّة لأنّ قافيتها حرف الميم وتعدّ من أروع القصائد المدحيّة النّبويّة التّي جاءت بها قرائح الشّعراء على مرّ العصور واقترنت بقصّة شفائه من مرض الفالج (الشلل) أبحر فيها البوصيري من النّسيب والغزل إلى التّحذير من هوى النّفس ومدح النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ومولده ومعجزاته، كما وصف القرآن وليلة الإسراء والمعراج وفي ختامها توسّل ومناجاة وفي كلّ مرّة تقطع ببيت: "مولاي صلّ وسلّم دائما أبدا على حبيبك خير الخلق كلّهم"، سنة 696 ه توفّي الإمام البوصيريّ عن عمر يناهز ال 90 عاما ودفن بمسجده بالإسكندريّة.